ورد عن عائشة –رضي الله عنها- أنها نادت اليهود بـ(إخوان القردة والخنازير)، وليس (يا أحفاد القردة والخنازير) - جمعية مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث

47 : ورد عن عائشة –رضي الله عنها- أنها نادت اليهود بـ(إخوان القردة والخنازير)، وليس (يا أحفاد القردة والخنازير)

رقم الفتوى
47
تصنيف الفتوى
الحديث
التاريخ
09/06/2018
السؤال :
ورد في «مسند الإمام أحمد»، و«صحيح ابن خزيمة»، و«تاريخ الطبري، و«تفسير ابن كثير»، و«زاد المعاد»، و«السيرة الحلبيّة»، وغيرها عن عائشة –رضي الله عنها- أنها نادت اليهود بـ(إخوان القردة والخنازير)، وليس (يا أحفاد القردة والخنازير)، وفي بعضها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ناداهم بذلك؟ فهل ثبت مثل هذه الرواية الأخيرة؟وما فقهها؟
الجواب :
عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: دخل يهودي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليك يا محمد! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وعليك»، فقالت عائشة: فهممت أن أتكلم، فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، فسكت، ثم دخل آخر فقال: السام عليك، فقال: «عليك»، فهممت أن أتكلم، فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، ثم دخل الثالث فقال: السام عليك، فلم أصبر حتى قلت: وعليك السام وغضب الله ولعنته، إخوان القردة والخنازير، أتحيُّون رسول الله بما لم يحيه؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله لا يُحب الفحش ولا التفحّش، قالوا قولاً فرددنا عليهم، إنّ اليهود قوم حُسدٌ، وإنهم لا يَحْسدُوننا على شيء كما يَحْسُدُوننا على السلام، وعلى آمين».
هذا الحديث صحيح، وصححه شيخنا الألباني –رحمه الله- في «السلسلة الصحيحة» (2/306) برقم (691).
أمّا رواية أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ناداهم بذلك وهي: قام النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة تحت حصونهم، فقال: «يا إخوان القردة والخنازير، ويا عبدة الطاغوت» فهي ضعيفة فقد أخرجها الطبري (1/484) بإسناد معضل.
فاليهود والنصارى إخوان القردة والخنازير أي: المشابهون بهم، أمّا لفظة (أبناء) أو (أحفاد) فقد ثبت ما يدل على أنّ الله لم يجعل نسلاً لمن مسخ، كاليهود، فقد أخرج مسلم (2663) ضمن حديث لأم حبيبة، قال فيه الراوي: وذكرت عنده –أي: النبي صلى الله عليه وسلم- القردة والخنازير من مسخ فقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله لم يجعل لمسخٍ نسلاً ولا عَقِباً، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك».
قال النووي في «شرح مسلم» (16/431): «قوله: (وإنّ القردة والخنازير كانوا من قبل) أي: قبل مسخ بني إسرائيل، فدلّ على أنها ليست من المسخ».
ودلّ ذلك على أنهم لا أحفاد ولا أبناء لهم، وعليه فيقال: «إخوان» كما ثبت عن عائشة –رضي الله عنها-، ولا يقال أبناء ولا أحفاد، والله المستعان.