وقد كان ابن صياد من هؤلاء الدجالين ،وهو دجال كان يعيش في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم - جمعية مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث

30 : وقد كان ابن صياد من هؤلاء الدجالين ،وهو دجال كان يعيش في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم

رقم الفتوى
30
تصنيف الفتوى
الفتن
التاريخ
09/06/2018
السؤال :
وقد كان ابن صياد من هؤلاء الدجالين ،وهو دجال كان يعيش في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهده عليه السلام، وكان يعترض طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، وينفخ بدنه فإذا بدنه، يتمدد حتى يسد الطريق ...ولكن ما إن يقترب منه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يتلاشى كل شيء.
سمعت هذا الكلام فأحببت من فضيلتكم أن تفتونا، هل ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ بين يدي الساعة ثلاثين دجالاً كذاباً»، صحيح - «الصحيحة» (1683).
كان ابن صيّاد يعيش في المدينة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من هؤلاء الدجّالين، ولا شكّ في ذلك حتى إنّ بعض الصحابة كان يظنّ أنه الدجال الأكبر ويقسم على ذلك أمام النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينكر عليه لقرائن محتملة فيه.
قال النووي في «شرح صحيح مسلم» (9/253): «قال العلماء: قصته مشكلة، وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور، أو غيره، ولا شكّ في أنه دجال من الدجاجلة، قال العلماء: وظاهر الأحاديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه بأنه المسيح الدجال، ولا غيره، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال، وكان في ابن صياد قرائن محتملة، فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقطع بأنه الدجال، ولا غيره».
وعن نافع قال: «لقي ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة، فقال له قولاً أغضبه، فانتفخ حتى ملأ السِّكّة، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها، فقالت له: رحمك الله! ما أردت من ابن صائد؟ أما علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما يخرج من غضبة يغضبها» [أخرجه مسلم (2932)].
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال لي ابن صائد فأخذتني منه ذمامة: هذا عذرت الناس، ما لي ولكم يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم! ألم يقل نبي الله صلى الله عليه وسلم: «أنه يهوديّ»، وقد أسلمت، قال: «ولا يولد له»، وقد ولد لي، وقال: «إنّ الله قد حرّم عليه مكة»، وقد حججت.
قال: فما زال حتى كاد أن يأخذ في قوله، قال: فقال له: أما والله إني لأعلم الآن حيث هو، وأعرف أباه وأمه، قال: وقيل له: أيسرك أنك ذاك الرجل؟ قال: فقال: لو عُرِض عليَّ ما كرهت». [أخرجه مسلم (2927)].
فهذا ما ثبت من صفة وحال ابن صياد في هذا الباب، وأما أنه كان يعترض طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، وينفخ بدنه حتى يسدّ الطريق، ويتلاشى باقتراب النبي صلى الله عليه وسلم منه فلم يثبت؛ وإنما الثابت ما سبق:
«فانتفخ حتى ملأ السكة»، ومعناه: « (السكة) بكسر السين: الطريق، وجمعها سكك. قال أبو عبيد: أصل السكة الطريق المصطفة من النخل، قال: وسميت الأزقة سِكَكاً لاصطفاف الدور فيها». [«شرح مسلم» (18/77-78)]