إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَملَ المُفْسِدينَ - جمعية مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث

إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَملَ المُفْسِدينَ

  • علي حسن الحلبي
  • 11/08/2018
  • 639

 آيةٌ من كتاب اللهِ –تعالى- فيها راحةٌ للمؤمن، واطمئنانٌ لقلبهِ، وصفاءٌ لعقلهِ؛ حتى لا يشتغلَ –كثيراً -بكشف فسادِ الفاسدينَ، ولا ينشغلَ – طويلاً- بردّ إفساد المفسدين .
فَمَهْمَا عملوا من عَمَلٍ أرادوا به التلبيس على الناس . .
ومهما غيَّروا جُلودَهم ليموِّهوا ويشوّشوا . .
ومهما حسّنوا من مظهرهم، ليخفوا سوآتهِم . . .
. . كلُّ ذلك –وغيرُه- لن يكون له استمرارٌ أو صلاحٌ، ولن يمضيَ مَعَه عَمَلٌ حقٌّ صُراح، بل سيذهب ويذوبُ، فلا يؤوبُ . . .
ثمَّ إنّنا نرى المفسدين يجتمعون فيما بينهم، ويجمّعون أنفسَهم؛ لا لشيء؛ إلا ليكونوا أضداداً لأهل الحقّ والإصلاح، وأعواناً على الناقضين عليهم، الكاشفين فسادَهم . .
والفسادُ -وأهلُه وعاملوه- . . متنوعُ الحقيقة، متلوّن الصورة؛ فمنه ما كان مسلكيّاً يرتبط بالمعاصي والشهوات؛ ومنه ما كان منهجياً ذا صلةٍ بالإحداث في الدين، ومجانبة الحقّ واليقين، لِقُربهِ من الشبهات، واستمدادهِ من الأهواء الفاسدات المفسِدات . . .
والأخير –بيقينٍ- أخطرُ من الأوّل، وأشدُّ ضلالاً منه، وأعظم فَتْكاً بالأُمةِ، لأنَّ الغالب في فساد أهل الشهوات أنّه فرديُّ الأثر، بينما يكون فساد أهل الشبهات ذا أَثَرٍ جماعيٍّ، لينعكس على فكر الأمّةِ، وتصوُّرها،وتوجُّهها . . .
ويزيده سوءاً –على سوئه- أن صاحبَ الشبهة المبتدعة، والضلالةِ المنحرفةِ يحسبُ أنّه على خير! وأنّه على هدى!! وما ذاك إلا لتمكُّن الشيطان منه، وشديد تأثيره عليهِ . .
فقياسُ عملِه؛ ليس بضوضائهِ، ولا بشغبهِ، ولا تشغيبهِ!!
ليس بمجموعهِ، ولا عُددهِ، ولا عَددِه!!
إذ هو فسادٌ في فساد، والله –تعالى- لا يُصلح شأْنَ مَن كان هكذا من العباد! لا في علمٍ، ولا في عَملٍ –خفيٍّ أو باد- . . .
ورحم اللهُ مَن قال: «البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، فإن البدعة لا يُتاب منها، والمعصية يُتاب منها».
والله الهادي.