الجمع بين الصلاتين، ومتى يشرع؟ وما هي الأعذار المبيحة له، وهل تشترط الجماعة أم لا؟ - جمعية مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث

144 : الجمع بين الصلاتين، ومتى يشرع؟ وما هي الأعذار المبيحة له، وهل تشترط الجماعة أم لا؟

رقم الفتوى
144
تصنيف الفتوى
الفقه
التاريخ
10/06/2018
السؤال :
وصلنا مجموعة من الأسئلة عن الجمع بين الصلاتين، ومتى يشرع؟ وما هي الأعذار المبيحة له، وهل تشترط الجماعة أم لا؟
الجواب :
الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء من جهة، وبين الظهر والعصر من جهة أخرى، سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه قال جماهير السلف والخلف، ولم يخالف إلا أبو حنيفة وأهل الرأي، بناءً على أصلهم من أن العام القطعي لا يخصص بالأحاديث الظنية، وقالوا: إن أوقات الصلوات جاءت في نصوص قطعية ولا تنهض نصوص السنة وإن كانت في «الصحيحين» على معارضتها!
وهذا يخالف مذهب المحققين من أهل العلم، ومسلك السلف الصالح في الاستدلال.
وثبت في «الصحيحين» من حديث ابن عباس: جمعُ النبي صلى الله عليه وسلم من غير خوف ولا سفر، وثبت في «صحيح مسلم» جمعه صلى الله عليه وسلم من غير خوف ولا مطر.
فهذه الأعذار كان الجمع دونها فبها أولى، وهي: - نعني: الخوف، والمطر، والسفر- أعذار نموذجية، وقد وقع التّصريح من ابن عباس في سبب جمع النبي صلى الله عليه وسلم، قال : - كما في «الصحيحين»: «أراد ألا يحرج أمته»، وفي رواية «يشق على أمته»، فأي عذر يلحق المشقة بأضعف الناس، من المطر والبرد والوحل والريح الشديدة، فللإمام أن يجمع بين الصلاتين رفعاً للحرج.
والأعذار نوعان:
عذر نوعي -الأعذار السابقة ( المطر، البرد، ... )-: فالجمع بسبب هذا النوع، ولا يشترط أن تلحق المشقة كل مصلٍ بعينه، فمن كان باب بيته في المسجد، والإمام الذي يسكن فيه، ومن يمشي إليه بسيارة، أو تحت مظلة، أو على شارع معبّد، فله الجمع، ويُقَدِّرُ الإمام المشقة بأضعف الناس.
وهذا النوع لا بدَّ له من صلاة الجماعة، ولا يجوز للمنفرد في البيت، ويستنبط منه أن أداء الصلاة جماعة في نظر الشارع عند طروء العذر الذي قد يحول دونها، مقَّدم على أدائها في الوقت، ويستفاد منه بدلالة الأولى وجوب صلاة الجماعة، أفاده ابن القيم في «بدائع الفوائد» (3/ 159 ـ 161) و «الصلاة وحكم تاركها» (ص 133 ـ 134).
والنوع الآخر من الأعذار: عذر شخصي، كالمرض والسفر والحاجة الشديدة الطارئة التي تفوت مصلحة في دين أو دنيا، بشرط ألا يتخذ ذلك عادة، فالجمع بسبب هذا النوع لا تشترط فيه الجماعة، والله الموفق للخيرات، والهادي إلى الصالحات.